جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

مناجاة

0 176

صباح ندّاري

  • أحيانا يمتلئ قلبي بالحقد و بالألم والغضب ، احس بطعم غضبي في فمي ، في داخلي، مثل بقعة في صفحة بيضاء وأقع في الشك : عندها أهلع لأن أفتح “المثنوي”…” لجلال الدين الرومي” ، حتى أتذكر نفسي، فالذاكرة بالنسبة لي “عبادة سريّة”.أركض الي غرفتي الصغيرة وأجلس بين الفينة والفينة أراقب نفسي من بعيد، أحاسبها وفي المرات كلها أجد نفسي رافعا يدايا إلى السماء “اللّه أكبر، اللّه أكبر، قد قامت الصلاة قد قامت”. قبل أن أضاء بنوره كنت مجرد نقش علي جدران قصره ، هو قبل يعزف بيده الناعمة على أوتاري كنت أعزف ذات اللحن في كل مرة ” اللّه أكبر”، كنت عبارة عن ربابة جافة غريبة عن نفسها، ربابة تترك تلك المجالس لمجالسة النور الأبدي فارتاح في ظلال الاشجار التي نبتت علي راحتيه فقد أردت الوصول معه الي أبعد نقطة من المحبة، الي أن تبتل عروقي بنوره… ذلك النور الساطع، النور الابدي الذي يخلصني من ذنوبي ومن احساسي المتكرر بالذنب، ذلك الضوء المشع في كل مرة يذكرني أني عبده وابن عبده …أنا أعلم من اكون ولكن هل يعلم هو أنه شمس حياتي ، منذ أن التحمت بروحه تركت ذلك النحيظ، ودعت كل وجع مختلط بأنين و تركت تلك الحقول اليابسة وهرعت ارتاح بين راحتيه، أنعم بالاخضرار الذي نبت علي راحتيه فأصبحت معمي العينين مبصر بنور الحق والفضيلة، أنا العبد الذي يفنى في حب سيده خالق الأكوان.وقد اختفي عن الأنظار أتأمل نوره الساطع، أنظر الي تلك السماوات الشاسعة، الغابات و الحقول اليافعة وأقول “سبحان من من علي بحبه .. سبحان من أعطاني ما لا أستحق”، فالاغتراب ليس أغتراب الجسد ولكنه أغتراب الروح البعيدة عن خالقها طول هذه السنين، أنا أفكر فيما مضى فقد مضت الصداقة، أقولها وأكررها مرات عده أقولها حتي وإن جاءتني المنية، لأخر لحظات عمري حتى لا أنسى سبحان من قذف بحبه في عروقي فأنا العبد الذي يفنى في حب سيده خالق الأكوان. .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.