جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

مفاتيـــح خفيــــة

0 200

بقلم د / حســـن سُليمـــان

الله خالق الكون بكامل الحكمة والإبداع ألهم عقولنا لتجتهد في تدبرعظيم قدرته. فنرى إحتياج إنساني لفهم أسرار الكون وما به من قوى ملموسة وقوى مُتوارية. فالطاقة التي أودعها الله سبحانة وتعالى في الأرض والإنسان والاشجار والنباتات والحيوانات والبحار وفي كل شيء في هذا الكون هي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية . والاختلاف الرئيسي بين الأشياء هو ان درجة ذبذبتها ( ترددها ) و أطوال موجاتها غير متساو ٍ. ويتردد في السنوات الأخيرة مصطلح “الطاقة” بمدلولات جديدة غير التي كنا نعرفها، فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة إن الطاقة المرادة هي ( الطاقة الكونية ) حسب المفاهيم الفلسفية وتأثيرها على الإنسانية إيجاباً وسلباً . ونهم المتخصصين في الدراسة والتمحيص وإصدار الفرضيات والثوابت. و من هنا نُفصل الأمور ونكشف المستور. الطاقة الكونية عرفتها مختلف الثقافات على مر الأزمنة بالقوى الخارقة ففى الهند سموها ( برانا ) والصين ( تشي ) ومن صفاتها إنها طاقة لا يمكن تدميرها وهي قابلة للتحول ولا يوجد لها خاصية من شكل و وزن وزمن وأبعاد. إضافة إنها لا محدودة لأنها من مصدر لا محدود وهو الله سبحانه وتعالى . علماء الطاقة يرون أنها تتغلغل فى كل مكان وكل جسم متحرك كان او ثابت . وتربط كل الأجسام وتنساب وتتدفق من جسم لأخر فهي تُحيطنا من الخارج وتملؤنا من الداخل وحول كل إنسان (هالة طاقة ) من أجسام ضوء متحركة بإستمرار. وظهر ما يسمي بـ ( قانون الجذب ) في توجيه طاقاتنا الشخصية لكل الخبرات والتجارب التى نخوضها فنجذب أو نطرد الأحداث بناء على قوة ونوع طاقاتنا . فعند الشعور بالكأبة والحزن تجذب الطاقة السلبية إلى حياتك لتشعر أنك مُنهك القوى وفارغ العزيمة كسول وعند الشعور بالفرح والسعادة تجذب الطاقة الإيجابية إلى حياتك لتشعر بعلو الهمة والرضا والنشاط . ومن هنا يشعر المُحيطين بطبيعة طاقتك سواء سلبية أو إيجابية ويكون لهم رد فعل تجاهك فيشعرون بالراحة نحوك إذا كانت طاقتك إيجابية أو يتحاشونك إذا كانت طاقتك سلبية. وتباين الاشخاص في الإحساس وتوظيف الطاقة يعتمد على سلوك الشخص نفسه فمنهم من يتعامل بسهولة ومنهم من يحتاج الى جهد وتدريب فالناس مواهب وقدرات. منذ الاف السنين أستخدم الروحانيون الطاقة لتطوير أنفسهم ومساعدة الأخرين وأوضحوا أن هناك أماكن وأزمنة وأشخاص ذات طاقات مرتفعة إيجابية نتأثر بها وترفع من طاقاتنا وتطورنا بالإندماج والتواجد وهناك أيضا العكس من يؤثر سلبا ويُثقل كاهلنا عبئاً ووزناً . وهناك أمثلة واقعية فأي إرادة جادة من العقل البشري تشكل طاقة هائلة وإذا تركزت إرادة قوية موحدة لمجموعة من البشر حول فكرة ما . زادت إمكانية تحقيقها حتى ولو كانت فكرة خاطئة ونرى قوة الإيمان هنا وتشكيل الثوابت . ويبدأ عمل المعالجين الروحنيين في تأسيس القناعات وتوجيهها وتتحدث الأساطير عن من يملكون القدرة على إمتصاص الطاقات من الأشخاص. وأكد هذا الزعم الكثير من الباحثيين المُعاصرين ونرى بالرغم مما ذُكر حول الطاقات الحيوية والكونية إلا أن العلم التقليدي ما زل يتخذ موقف المتشكك من وجود تلك الطاقات بالأصل بما فيه ( قانون الجذب ) فهو ليس بقانون وإنما فرضية لم يتم قياسها في ظروف المُختبر العلمي وأدواته وكثير من أفكار الطاقات السلبية إستفاد منها ممارسي السحر الأسود على النفس والجسد وذكرها القرآن الكريم فى الحسد ( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) وكذلك فى تفسير الطاقات الإيجابية كقوة الإيمان فى الرقية الشرعية . ومع وجود كم المعارف المتنافرة من صحيح و مغلوط ومُبالغ فيه ظهر الإهتمام بدورات وتدريبات العلاج والتشخيص بالطاقة الحيوية و مُسميات يومية معقدة لها أصل و مدلول تارة و خاوية بلا هوية تارة أخرى . ترتكز على أهمية الوعي كخطوة أساسية في مرحلة الشفاء الذاتي وشفاء الفرد والمجتمعات لاحقاً وتعتمد على تمارين تفريغ الطاقات السلبية الداخلية بالتنفس وممارسة الالعاب والأنشطة و الصراخ والرقص أحياناً و جلسات التأمل والتخيل ووضعيات اليوجا ومبادئ الرايشيزيا (الإستشعارعن بُعد ) والأمثلة كثيرة هنا فى استغلال مسميات وعناوين دعائية لدورات تدريب على سبيل المثال لا الحصر . العلاج بالتنويم الإيحائي و العلاج باللمسة ( الريكي اليابانى) و العلاج باسترجاع خط الزمن و العلاج بإرسال الطاقة عبر المسافات و المراحل الثمانية لطاقة الكونداليني و العلاج باليُوجــا .. كلها مسميات من إعلانات مراكز تدريب أجهل جاهزيتها و تأهيل مُدربيها علمياً وأكاديمياً وخبرة بالميدان . يملكون عصا التأثير الساحرة في المُتلقي الراغب في علوم خاوية تتلون بإختلاف أهداف المكسب السريع. وإستبياناً من المتدربين الطامحين الطامعين نرى عدم تحصيلهم سوى معرفة مُتوفرة ليس لأغلبها مصدر أو دليل سوى الإقناع والتشتيت وإرضاء غرور إقتناص الشهادات والدروع والصور . وببحث بسيط وجدنا دولاً مُهتمة بتلك الدورات مثل تونس والمغرب والأردن وتنظم فاعليات كُثر لتلك الدورات وأرى مستقبل غير مُستقر لتلك العلوم في إنتشار قنوات النقد والتحليل لكشف الزيف ورصد المبالغات . ولا يغيب الذكر عن محاولات جادة من مراكز هادفة ترى قوى التأثير وإستغلال المصادر والإمكانيات الإنسانية وتوظيفها ضرورة حياتية حقيقية وهامة وأساتذة متخصصة بالعلوم الواقعية الجادة في تطوير الذات وتنمية المهارات. في زمن تتكالب علينا الضغوط بكل ألوانها نتعطش للمزيد من الطاقات الإيجابية كى نتغلب بذكاء على تحديات الحياة فنُقدم دعامات واعية وواقعية كمهارات حياتية نُطبقها بإتزان لرفع الطاقة الإيجابية اليومية . فالشغف والحُب لأي عمل تُمارسه سيجعله سهلاً ويُحول المجهود إلى متعه . فإعمل وفي ذهنك الصورة الكاملة والنتيجة النهائية من وراء هذه العمل؛ فسيخلق فيك هذا الدافع و تشعر أنك صرت مُفعما بالطاقة . والوصول إلى حالة بدنية صحيحة سواء بالرياضة أو التغذية السليمة فالدورة الدموية جارية بإنتظام لتزيد من تدفق الدم إلى المخ حاملاً الأوكسجين والغذاء فيجعلك متيقظاً راضيا. إرتداء الملابس الأنيقة كفيلة بأن ترفع من ثقتك في نفسك ويرسل ذلك رسالة إلى لا وعي الآخرين بأن يقدروك هم أيضا. وتجنب سارقي الطاقة وراقب مشاعرك بعد جلستهم وأحكم على تكرار حالات الشعوربالإنهاك واليأس وإبحث عن أشخاص داعمين مُحفزين مُستفزين للإبداع فتشحنون بعض بالطاقة الرائعة . مارس التأمل والإسترخاء حينها ابدأ في استكشاف امكانياتك و قدراتك وأحلامك وأهدافك وأطرد أى أفكارهدامة من وعيك وإستبدلها بخطط للتغيير والتطوير . وهناك صراعاً بين الطاقتين، فالإيجابيون متحفزون على النجاح ، يهتمون بمسببات النجاح ، والسلبيون يزرعون نتائج تجاربهم السيئة بحياتهم لتأتي الصورة السلبية على النفس. إن الفرق بين وجود الطاقة من عدمها بالنسبة للإنسان يشبه تماما الفرق بين الحياة والموت، تدفع من يمتلكها إلى التأثير في الآخرين كما هو الأمر في التأثير بين الإنسان والعناصر المحيطة به، كالماء والنار والأرض والمعادن والتعامل مع هذه العناصر من خلال الحسابات والأرقام بصورة واعية، يخلق تفاعل متوازنا بينها وبين الإنسان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.