مغامرة نحت الكيان وتأصيل الذات
في رواية”أحبها بلا ذاكرة”
بقلم: منى المازري
رواية احبها بلا ذاكرة هي الرواية الرابعة في رصيد الروائي التونسي الشاب”الأمين السعيدي بعد روايات “ضجيج العميان” و “المنفى الأخير” و “ظل الشوك” و “مدينة النساء”
يختلف هذا المنجز عن ما سبقه من أعمال في اللغة والطرح بل هو إنقلاب على نسق سردي معتاد مع الأمين السعيدي
هذه الرواية تبدأ بالحوار بين شخصيتين كل وحياته الاجتماعية والثقافية والاخلاقية أي بين طبقتين الاولى: فقيرة مناضلة تحب الأرض والشعب وتسعى لنشر العدل ويمثلها البطل”عدنان”
في حين تنحدر الشخصية الثانية من وسط متمدن برجوازي باخلاقه وثقافته وتصوره للحياة…تمثله شخصية”عفاف”
جمعت بين عدنان وعفاف الدراسة في الكلية ورغم الفارق الكبير في العمر حدث الحب والانسجام…
ومن هنا تتشكل تجارب البطل ويبدا صراعه مع الحياة بين احلام الطفولة التي انتجتها في ذاته القرية و تمسكه بالنضال من اجل سعادة اجيال قادمة لا ذنب لها في مايحدث من تردي على جميع المستويات خاصة ما تعلق بالفن والادب والسياسة…
القرية التي مثلت حياة البساطة والانسجام مع الطبيعة وحياة المدينة بتنوع تجارب البطل بعد أن انتقل مع عائلتة للاستقرار بالعاصمة.
وكان عدنان منذ الطفولة غريب لغرابة تجاربه أين بداء في ممارسة الجنس وهو في عقده الاول مماجعله يكبر دون ابناء قريته
ورافقته تلك الأحداث الى ان اصبح كهل وهو يتذكر علاقته بسارة المعلمة وهي شخصية رئيسية في الرواية تتقدم تجارب البطل فتزيد غرابة كلما تقدم في العمر وفي كل تجربة يعترف البطل بالفشل الذريع ويحاول من جديد حتى احدث الصراع الداخلي في ذاته شرخا كبيرا وصل به حد الاضطراب بل الجنون
وهو يبحث عن ذاته معترفا بشره ناسبا الخير الى الناس…
تنقسم رواية أحبها بلا ذاكرة الى اربعة فصول:
الفصل الأول: الراعي والكلب.
الفصل الثاني: سكينة وذاكرة عفاف.
الفصل الثالث: من القصر الى القرية.
الفصل الرابع: خريف عدنان.
هذه الرواية غريبة عجيبة في البناء والطرح التقت فيها المتناقضات ولكن كان اللقاء منسجما وهذا نتيجة لقدرة الكاتب على التوليف بينها…
تتراوح بين الواقعي والمتخيل فتنتج لوحة يتماهى فيها الصراع الوجودي مع الصراع الواقعي
رواية احبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي استشراف فكري عميق لمستقبل الأجيال والمجتمعات وهي مغامرة في نحت الكيان وتأصيل الذات عبر تجارب عديدة.