لا أُفضّلُ الظهورَ
قبل أن أُخرِسَ المواعيدَ التي تثرثرُ بلؤم …
يا نصفي الذي سبقني إلى الطيبة ِ
راقبني جيداً
راقبْ ملامحي و هي تتخبطُ باحثةً عن مأمَن
ارسُمني في مخيلَتِكَ مكتملاً دونَ عودة .
…
المغيبُ يُطارِدُني لأني أولُ من يتجاهلُهُ
و آخرُ من يتسربُ منه …
حتى حبيبتي …
لا تتعَبُ الخيبةُ من مغازلتِها .
…
لا أفضِّلُ الظهورَ
قبل أن أحشدَ اعتذاراتي لطفولتي
لألعابي التي كنتُ أغيظُها بغروري
لِدارِنا المُسنِ الذي كنتُ أراهُ أضيَقَ من تشتُّتي
لذاتي قبل أن تجف
لأحلامي التي أُصيبَتْ بالسمنةِ المفرطة
و للواقعِ الذي يزورُني في الحُلم ،
تنقُصُني فكرةٌ مظلمة
أنقطعُ فيها للعبادة
لا .. لا ..
لن أخذُلَ الضوءَ
و لا الفراشاتِ السماوية .
لا أُفضِّل الظهور
قبل أن أُعلنَ حظرَ التجوالِ في الذاكرة
ذاكرتي ليست موحشةً بما يكفي لأنامَ و ترتجفَ الموسيقى .
ما هو السببُ في كلِّ ما لا يجري …
الصعودُ إلى الصمت
أم النزولُ إلى الفوضى .. ؟
لا أعرف ..
و لا أستطيعُ أن أُجيبَ بلغةٍ مطفأة … و حواسَّ مؤقتة.
….
.
نبيل القانص . اليمن