جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

قصه بعنوان يوم زفاف ابني

0 56

قصه بعنوان يوم زفاف ابني


بقلم: مروة نصر


ولجت بصخب إلى غرفته مثل كل يوم، ولكن اليوم ليس ككل يوم، هذا هو اليوم الموعود الذي انتظرته
منذ ولادته، رأيته يقف أمام المرآه يصفف شعره والإبتسامة تعلو شفتيه تزيده وسامة، اقتربت منه وقلبى يرقص على دقاته فرحًا به احتضنته من الخلف ورأيت إنعكاس صورتنا في المرآه وهو يمسك يدى بأنامله ويرفعها لشفتيه فيلثمها وعينيه تفيض حبًا، اغروقت عيني بالدموع فاستدار ليأخذني في أحضانه


ويربت على ظهري مواسيا ،لی، ابتعدت قليلا وانا
اکفکف دموعى الخائنة، فاليوم ليس للدموع وانما لإطلاق الزغاريد، ألتفت لألتقط سترته من على الفراش لأساعده في ارتدائها، ليصبح عريس يسر العين ويفرح القلب، رنى إلى أذنى صوت الأغاني فجذبته من يده لنرقص سويا على انغام الموسيقى الصاخبة، وظل يدور بي ونحن نضحك ونغنى سوايًا، إلى أن انفتح الباب فجأة وجدت زوجى ينهرنى ويغلق المذياع بعنف، لتلتقط أذناى صوت قرأن يصدح من الخارج،


وبعض من الأصدقاء يقفون أمام الغرفة يتلفحون بالسواد، ينظرون لى بشفقة وأعينهم تفيض بالدموع، اتطلع لهم بحيرة وعيناي تدور بينهم بتسأل، لم يرتدون الأسود يوم زفاف ابنى؟ هل مات أحد؟ من غدر بي في أسعد أيام حياتى؟ لم تقتلون فرحتى بولدى الوحيد؟ لتنقلب الزغاريد الصراخ والضحكات لدموع، والفرح لحزن، من، من، من فعلها بي؟ ألتفت ناحية ابنى باضطراب فلم أجده، عيناي بحثت عنه في كل اتجاه فلم أجده!


لم أجد غير سترته التى أحملها بيدي سترة باردة فقدت ،رونقها، فقدت دفئها، فقدت رائحتها، فقدت صاحبها، لأسقط أرضا ويسقط قلبی معی، احتضن سترته لعلها ترفق بي واستنشق رائحته مرة أخرى، ليبدأ عقلى يتذكر ما كان يحجبه عنى،

ورأيته أمامى وهو يلوح لى مودعا قبل أن يستقل سيارته، يفتح بابها وهو ينظر أمامه يرى طفلة صغيرة تعبر الطريق، غافلة السيارة التى تأتى بسرعة، يهرول إليها فيدفعها بعيدا لتصدم به السيارة بقوة ترفعه ثم يسقط أرضًا


غارقًا فى دمائه، يسقط قلبى معه واهرول إليه كالمجنونة وأنا الطم ، وأبكى، اتلقفه داخل أحضاني صارخة بإسمه لعله يرأف بي ويجاوبنی، اهزه بقوة حتى غرقت يدى بدمائه ولا يستجيب، أنفاسه غادرتني وأخذت وجدانی ،معه قلبی انکسر وروحی تعافر معه ألا يتركنى ظللت استغيث واتضرع لله ألا يأخذه منى، ولكن نفذ السهم وتركنى محطمة، فقد فقدت فلذة القلب ومهجته. سمعت صوتا مألوفا ينادى على، رفعت رأسى فوجدت ابنى ينظر لى وحوله هالة من النور ويرتدى الأبيض،


ووجهه مبتسم ويلوح لى ويدعونى للذهاب معه، مددت يدى إليه حتى يمسك بها وأنا أناشده ألا يتركها، فتلاقت أناملنا وأحسست برعشة تهزني والبرودة أصبحت دفء بوجوده، روحى احتضنت روحه بقوة وسيرت معه نحو النور مبتسمين ومتشابكي الأيدي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.