جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

قبس من نور ومع أحياء عند ربهم يرزقون” جزء 6″

0 167

قبس من نور ومع أحياء عند ربهم يرزقون” جزء 6″

بقلم/ محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء السادس مع أحياء عند ربهم يرزقون، وذهب النعمان ليقود المعركة الحاسمة في فارس، والمعركة التي أجهزت على النفوذ الفارسي تماما، وأخمدت أنفاسه إلى الأبد، وتسمى المعركة في التاريخ معركة نهاوند، فإن الرجل قبل أن يهجم قال للمسلمين إني هاز لوائي ثلاثا، وإنى داع فأمّنوا، ودعا فقال اللهم ارزق المسلمين نصرا، وارزقنى فيه الشهادة، وإن الحقيقة إذا تأملت في المعركة فسوف تستغرب، حيث يقول المؤرخون إن المعركة بلغ من ضراوتها وكثرة ما سفك من دم فيها أن الخيل كانت تنزلق على الصخر من كثرة ما سفك من دم وقاد النعمان بن مقرن المعركة، وأصيب بجرح قاتل وسقط، ولكنه سقط حيا، وقاد المعركة رجل آخر من المسلمين.

وانتصر المسلمون، وجاء البشير إلى النعمان وهو جريح يقول له انتهت المعركة، فقال على من الدائرة؟ قال على أعداء الله، فحمد الله تعالى ومات، فيجب علينا أن ننظر إلى الرجل القائد خريج المسجد، الراكع الساجد، الرجل الذي أبى أن يذهب في منصب ينتظر أن يغنم منه شيئا، أو يفيد منه خيرا، واشترط على الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أول ما حدثه ألا يذهب في منصب من هذه المناصب، ثم لما دعا ناس كثيرون قد يفكرون في أن يعودوا إلى بلدهم ليجنوا ثمرة النصر الذي أحرزوه، تلتف حولهم الجماهير، يهتفون لهم، يهنئونهم، يضعون الألقاب وراء أسمائهم، ولكن النعمان احتقر هذا كله وطلب النصر للمسلمين، والشهادة للنعمان.

ولذلك لما جاء البشير إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالنصر، فقد سأل عمر رضى الله عنه، ما فعل النعمان؟ قال قتل، فخرج إلى الناس فنعاه إليهم على المنبر، ووضع يده على رأسه وبكى، فكان هذا شهيد من قادتنا، وأما عن جملة الشهداء والتعرف عليهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا يا رسول الله، من قتل في سبيل الله فهو شهيد فقال صلى الله عليه وسلم “إن شهداء أمتي إذا لقليل” قالوا فمن هم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم “من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد والغريق شهيد” رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المطعون شهيد والغرق شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد والمبطون شهيد وصاحب الحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد” رواه أبو داود، وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الشهداء خمسة المطعون والمبطون والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله” رواه البخاري، وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “خمس من قبض في شيء منهن فهو شهيد المقتول في سبيل الله شهيد والغرق في سبيل الله شهيد والمبطون في سبيل الله شهيد والمطعون في سبيل الله شهيد والنفساء في سبيل الله شهيد”رواه النسائى.

ويتبين مما سبق أن من شهداء الآخرة كذلك هو من مات بالطاعون وهو وباء معروف، صحت الأحاديث فيه أنه شهادة، فعن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “الطاعون شهادة لكل مسلم” رواه البخارى، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت سألت، رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فقال صلى الله عليه وسلم “أنه كان عذابا يبعثه الله على من يشاء فجعله الله رحمةً للمؤمنين فليس من عبد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون، قلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال صلى الله عليه وسلم” غدة كغدة البعير المقيم بها كالشهيد والفار منها كالفار من الزحف” رواه أحمد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.