“قالت” بقلم : دنيا مصدق
اخذت ركنا بعيد داخل غرفة احتسي كوبا من الدمع الذي كان يملأ الكأس اشرب منه واحدق في ظلمات الليل الطويل الذي لم يرد الرحيل حتى بعد ساعات طويلة يترنح…. الليل الذي تخفى وراء تلك الالوان بين من يلفظ الانفاس واللون الذي يلقي اللعنة ليجعل الموت قريب يحاول ان يكون أطول وقت حتى يطمئن بأن سواده حالك وان تلك النجوم التي يأتي بها هي سوا خدعة تسر الناظرين…..
خدعني ببريق نجومه وادخلني متاهات بين افكار حتى تزاحمت في رأسي بين ماض مؤلم وحاضر ينظر الى مستقبل ربما لن اكون فيه ….لكن ذلك الليل كان جزء مني كلما ازدادت عتمته كان يبدد من مخاوفي بأن كل ذلك واقع حزين
هو جزء من واقعي وحلمي المسلوب اعجز ان استعيد ماض كان فيه الليل سعادة … تفكيري و مشاعري ليست سوى مجرد لقطات جميلة قد مرت وتلك الامنيات التي لم تتحقق مازال أملي منها الى اليوم
عدت الى وعي فجأة مع كل ذلك التعب فنسمات الليل هبت من النافذة ايقظتني لوهلة وكأنها تعيد الامل عندي ليتجدد وتصدر حكمها بأن لا استسلم وانه لاختيار عندي سوى التقدم
وبدون تفكير ولامقدمات نمت طويلا مع تلك النسائم بدون أحلام مزعجة نمت نوم عميق كان أشبه بالموت….
وأيقنت ان الصبح قد يأتي بعد ليل طويل وقد ذهبت مع ذلك الارهاق الذي اصابني طيلة كل الليالي التي مضت ولم اذق فيها النوم ولا الراحة.
كانت ايام كالجحيم…. خوف… قلق…. تعب أسوء شعور قد يمر على انسان… مشاعر قاتلة قادرة على تدمير كل شيء فيك ما حدث معي هو انني اردت العيش ظل جائحة ذلك المرض الاسود الذي حل بي….
وبعد ساعات من النوم الطويل سمعت صوت الطبيب ويقول وهو يتصنع الضحكات اظنها كانت مجاملة منه ليقول “انت قوية وهذا المرض لن يمكث طويلا مع جسمك القوي وارادتك”
اعلم ان من هزم هو انا وقد حان موعد الرحيل لكن تلك الابتسامة المصنعة اخبرتني ان جسمي اصبح هزيل لايحتمل وانه مع تلك الاوجاع لن يحتمل جعلني افهم ان وضعي ليس بخير كما قالت ضحكاته…..
لن ارضخ للواقع وسأعتني بنفسي حتى اكمل وينتهي الكابوس