جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

فرحة لم تكتمل وغدر قد اكتمل.

0 61

فرحة لم تكتمل وغدر قد اكتمل.


بقلم نهي صلاح


مليكة ابنة العشرون ربيعا لم تعلم تلك المسكينة أن ما تخبئه لها الأيام سيكون بتلك القسوة وانها سينتهي بها الحال على احد الأسرة البيضاء بمشفى البلدة التابعة لهم بعد أن كانت عروسا ستزف خلال بضع ساعات لمن أحبته و حسبت أن كل شئ حولها يتغنى بشتى ألوان الفرح و لكن هيهات أن تدم الدنيا على حال فقد انقلبت حياتها رأسا على عقب ففى تلك الليلة السابقة لزفافها تجهزت مليكة لكي تصبح عروسا لزاهر ذاك الطبيب الوسيم الذى أحبته منذ أن رأته عيناها فقد كان جارا لها و كان محط أنظار جميع قريناتها من تلك القرية فقد كن يتسابقن للفوز بقلبه و لكن أثرته مليكة بهدوءها و وجهها الملائكي و أدبها الجم فتقدم لخطبتها و تمت الخطبة علي خير و ظنت انها ملكت الدنيا لم تعلم أن تلك الخطبة و تلك الزيجة كانت كلعنة عليها فقد كانت صديقتها المقربة مولعة بزاهر و أصبحت تكن لها كرها شديدا و لكنها لم تبد ذلك فقد بقت جوارها إلى يوم الزفاف وهى تكيد لها مكيده لا تمت للإنسانية بشئ سوى أنها شيطان يسكن ملامح أنسيه تسمى صديقه فبعد أن انتهى حفل الحنه و نام الجميع نامت مليكة وهي تحتضن فستانها الأبيض تحلم بحياة سعيدة مع زاهرها التى أحبته حبا شديدا اشتعلت الغيرة بقلب سهيلة صديقتها أكثر و أكثر و تمنت أن تحرق قلب صديقتها كما احترق قلبها فلم تأخذها بها رأفه وهى من اعتبرتها مليكة كأختها التى لم تلدها لها أمها و أشعلت سهيلة النيران في غرفة مليكة و أوصدت الباب جيدا على صديقتها بل ولم تكتف بذلك قد أحرقت البيت بمن فيه حتى لا يتمكن احد من إنقاذها و هرولت مسرعة للخارج وهى تنظر لتلك النيران تلتهم البيت بمن فيه ظنا منها أنها بتلك الحريق ستملك قلب زاهر و تطفأ نيران قلبها التى لم تلبث قط أن تنطفأ منذ أن أحبته، وفى إحدى الغرف بالمشفى تنام مليكة بعد أن أنقذتها فرق الإنقاذ بعد أن التهمت النيران كل شئ أمها و أبيها و أخيها خسرت مليكة كل شئ في لمح البصر و انقلبت حياتها رأسا على عقب فرحه لم تكتمل وغدر قد اكتمل، بل موت بطئ تسلل إلى روحها أصبحت تتمنى الموت لتلحق بأهلها و خاصة بعد أن علمت أن خطيبها تركها و ذهب حينما رأى وجهها المشوه من اثر الحريق و أنها لن تستطيع الإنجاب أيضا فقد تعرضت لنزيف داخلي حينما كانت تحاول الهروب من الحريق سقطت من نافذة بيتهم و أضطر الأطباء لاستئصال الرحم حفاظا على حياتها فأى حياة ستعيشها تلك المسكينة دون أهل و حيده مشوهة لا تملك شيئا من الحياه سوى تلك الأنفاس التى ما زالت تردد الحمد لله وهى دامعة غير مصدقه ما حدث لها و تمنت لو أنها كانت بكابوس مزعج، ماذا جنت كي يكون هذا مصيرها وان تلك الضربة تكن من أعز صديقه لها هل تفعل الغيرة كل هذا أيعقل أن تكن تلك صديقه لا والله لن يفعل ذلك عدو لك، بئس الصديقة كانت أفاقت مليكة من المخدر في غرفتها وهى تتألم من تلك الحروق التى لم يقوى عليها جسدها الضعيف لتجد زاهرا بجانبها يبكي مليكة قلبه كما اسمها جميلته وحبيبته معتذرا لها أنه تركها و رحل و لكن أبت مليكة ان ترى تلك النظرة في عينيه نظرة شفقة تلك قد تقتلها اسرع مما فعل هذا الغدر فيها، تركها حينما كانت في أشد حاجتها إليه و الآن حينما فقدت كل شئ قد أتي نادما ف لا والله لن ترضى ابدا له تلك الحياة معها لن تحتمل ان ترى تلك النظرات في عينيها يكفيها نظرات العالم لها فقط يكيفها فرحت رجوعه اليها نادما عليها لكن مشفقا لا تريدة فقد كسر شئ داخلها وجرحه لن يلتئم طيلة حياتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.