“عَــلَـى دَقَّــةِ الأَحْــلامِ” شعر/ ختام حمودة
عَــلَـى دَقَّــةِ الأَحْــلامِ يَـبْـتِدئُ الـعّـدُّ = بِـأَخْـيِلَةٍ فَـوْقَ الـرُّؤى خُـلْـسَة تَـبْـدو
أَتَـيْـتُ وَفــي كَفّــي بَـقـايـا شَـظِيَّـةٍ = لأطْلِـقَ عُـصْـفــورًا يُـجَـرّحـهُ الـقَـيْـدُ
وَعِـنْـدي اشْتياقٌ قَـدْ أثــارَ تَسـاؤُلي = لِمــاذا بـأعْـمـاقي جُـــذورُكَ تَـمْـتَــدُّ
أُحـاوِل أَنْ أدْنــو بِــكُـلِّ جَــوارِحي = وَأَبْـــذُلُ جُــهْــدًا هـائِــلا مـا لَهُ حَـدُّ
مَـشَيْتُ عَـلى حَدِّ الـزُّجاجِ بِمُفْرَدي = فلا القُرْبُ يَسْتَرْعي الوِدادَ وَلا البُـعْدُ
لِماذا بِنِصْفِ الدَّرْبِ تَخْذلني الْخُطى = وَيَــذْبُـلُ لَـوْني وَالـزَّنـابِـقُ وَالْـوَرْدُ
إلى الشَّمْسِ نـايـاتـي تــبـثُّ رَسـائِـلا = وَلكنْ صَـدى الأّحْلامِ يَأتي وَيَـرْتَـدُّ
وَعَنْكَ سَرَدْتُ الشِّعْرَ في مُدُنِ الْهَوى = لَعَلَّ القَوافي مِـنْ ذُرى الحُزْنِ تَنْقَدّ
أُصــافِـحُ يَــأْسـي وَالـشُّـعورُ يَـلـفّني = بِـفَيْضِ اشْتِياقٍ قَـدْ يَـطولُ بِهِ السَّرْدُ
وأدْري بِـــأنَّ الـشَّـوْقَ مِـثْـل شَــرارَةٍ = بِهـا ثَـوْرَة الـنّـيران بِـالْقَلْبِ تَـشْـتَدُّ
إذا أنْــتَ لَـمْ تَشْعُـرْ بٍحَجْــم تَوَجُّعـي = فَما نَفْــع عِشْـــقٍ قَـدْ تَقَــلَّــدَهُ الصَّـدُّ
يُـساورُني الـشَّـكُ الـمُميتُ بِـوَحدَتي = إذا خَطَرَتْ رُؤيـا وَحارَ بها الـرُّشْـدُ
إذا مرّ وَجْـه الأمْـس يَـرْتَعِشُ الـمَدى = وَيُـوْغـل فيِّ الـيَـأسُ عُـمْقًا وَيَـحْتَدُّ
وَيَـسْبرني فـي الـعُمْقِ صَوْتٌ يَهزّني = وَصَبْـرٌ عَـلى بُعْـدِ الأحِـبَّةِ وَالْـفَـقْدُ