على شرف الراحلين بقلم/ نادية نواصر-“ملتقى الأدباء والمثقفين العرب”
على غير عادتها الريح تأتي
محملة بالوجع
فيصهل فينا غبار الأغاني
ويصهل فينا الفزع
يقولون من هاهنا.. هاهناك
سنمضي ألى ملكوت الهلاك
يمرون من ها هنا. هاهناك
على صلب أشلائهم يحملون الجثث…
ومن غادرونا بغير وداع
قبيل الهزيع الأخير من الموت مروا… ألى ال. ها هناك…
هو الموت قد لفهم في الرواق الأخير بغير سلام
بغير كلام..
بغير وداع
على غير عادتها الريح تاتي
لتحمل أخبار حارتنا الميتة
فلا صخب للصغار
ولا لون للخط فوق جدار المدارس
سلام على شجر وارف بالظلال يقيم وحيدا بأعلى الجبال…
على نخلة باسقه
سافرت في عراء الصحاري
وراء الغمام
سلام على وطن أتعبته تخوم الكلام..
على وطن ظل من فرط أوجاعه يتملى السلام
ولكن روح الضراعة فينا سترجع بالريح من حيث جاءت…
وتفتح بابا إلى جنة ثانية
ويطلع من ربع ذاك المساء الحزين ربيع
وفي كفه وردة قانية
سلام.. سلام.. وسوف يحط الحمام كعادته فوق حبل الغسيل..
ويطلع من صخب الصمت صوت الهديل..
تدق على باب خيبتنا السوسنات
تدق.. تدق.. معاني الحياة
سلام على كل مقهى يغني وحيدا لروح الفراغ…
سلام على روح تلك الكراسي..
حين تئن كقلبي الحزين..
تراجع أو تتملى
بهاء السنين..
سلام على نكهة القهوة الرائعة
تعد على شرف الأصدقاء
على شرف الطيبين
لروح المساء البهي
يغني.. يقول فتون البهاء المبين
على وقع كل الكواعب حين تمر النساء
آيا أيها الوجع المستبد بروحي سلام
على صوت فيروز حين نغني سنرجع يوما..
سلام عليهم.. سلام عليهن حين أحط
على روح كل ضريح ورودا وأمضي…
سلام عليكم رفاقي
فلا تجزعوا…
ولا ترحلوا..
ولا تقتلوني كثيرا.
سنرجع يوما..
وفي كفنا وطن وقصيدة