علاقاتي كراكيبي
بقلم:حنان الشيمي
اتبعتُ منذ فترة بعيدة نظاما لا بأس به في التخلص من الكراكيب؛
بعد أن قضيتُ وقتا طويلا أضعها في كل مكان.
في جانب من الخزانة أو ربما في درج من الأدراج أو حتى تحت السرير.
وبمرور الوقت صرت في أزمة معها
أزمة مكانية إذ باتت تحتل جزءا كبيرا من البيت
أزمة نفسية إذ كنت أشعر أني أحملها فوق رأسي أو فوق قلبي مباشرة.
كادت الكراكيب أن تبتلعني وأحيانا تلتهمني؛
فقررت أن أحاربها.
أخصص كل يوم مساحة زمنية معقولة لا تتجاوز النصف ساعة وأرتب فيها جزءا من البيت أو ركنا معينا أو درجا من الأدراج وكل ما لم يُستخدم لفترة تزيد عن ثلاثة أشهر ولم أفكر في استخدامه لفترة نصف عام،
فلا مكان له في البيت ولا حاجة لي به.
أجمع كل تلك الأشياء التي ربما أكون مرتبطة بها عاطفيا ولها معي ذكريات جميلة، في مكان واحد بجانب باب البيت في مدخله مباشرة.
حتى أكون مضطرة إلى التخلص منها فهي محط أنظار كل عابر ومصدر انتقاد كل زائر ومحل استياء كل قادم.
فأقوم على الفور بتصنيفها، جزء لا يصلح لأي شئ وهذا محله سلة القمامة وجزء يخرج لدار الأيتام.
وهكذا كل يوم ..كل جزء ..كل ركن..كل زاوية ..كل رف .
حتى تخففت من معظم تلك الكراكيب
صار الوضع ألطف والمكان أجمل والتنظيف أسهل.
شرعت أطبق تلك النظرية في حياتي كلها
في الهاتف حيث الأرقام التي لم ولن أطلبها
والتطبيقات التي لم ولن أستعملها
والبرامج التي لم ولن أحتاج إليها
وداخل التطبيقات أيضا طبقت نفس النظرية
إذ جدولت وقت متابعاتي والتزمت بزمن معين إن تخطيته توالت التنبيهات كل عشرة دقائق..
ثم ألغيت كل أصوات الاشعارات وتنبيهاتها أيضا.
ألغيت كل متابعات الصفحات والمجموعات واليوتيوب..
صار الهاتف خفيفا لطيفا
ما أحتاجه فقط أشاهده ولا يُفرض عليّ شئ لمجرد متابعته.
أصدقكم القول
لقد أعجبتني الفكرة فطبقتها في حياتي عامة
علاقاتي،صداقاتي ومحيط جيراني
كل ما يسبب لي ضغطا أو قلقا أو توترا أحذفه مباشرة وبلا تردد
كل ما يكدرني..يثبطني..يؤذيني
أبتعد عنه قدر استطاعتي
اللهم إلا بعض العلاقات المفروضة علينا ولا نستطيع تجاوزها فلنتعامل معها على حرف لا ضرر ولا ضرار حتى نخرج منها بأقل قدر من الخسائر.
العلاقات التي تكدست في حياتنا ولا فائدة منها سوى ضياع الوقت والجهد والعمر والصحة كراكيب لابد أن نتخلص منها بأسرع وقت ممكن وبأقل الأضرار .
