جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

عباس محمود العقاد..عبقرية صاحب العبقريات..!!

0 189

إعداد / أ. محمد توفيق

عبقرية ” العقاد” عبقرية فذة..أثرى المكتبة العربية بالعديد والمفيد في شتى الموضوعات..وإذا كنا نحتفل بذكرى وفاته.. فاننا نحتفل بالمفكر..والصحفي..والشاعر ..والأديب الذي لم يترك بابا لطارق من أبواب المعرفة الموسوعية إلا وطرقه..

عاش ” العقاد” سني عمره الممتدة إلى خمسة وسبعين سنة مقاتلا بقلمه..قابضا على جمره..حاضنا قيمه..متأهبا دوما للذود عن المبادئ والقيم التي أمن برقيها.. منفقا عمره في مواجهة أية تهديدات تبرز لهدم الكيانات المطمئنة..مؤمنا بأن المبادئ والأوطان والقيم النبيلة جديرة بأن يتبتل الإنسان من أجلها..

في ابداعاته كان يفضل صيد الأعالي والقمم مقتنصا للأفكار البعيدة والمعاني السامية كي ينزلها من الأفاق العالية إلى أجواء الإستيعاب وأوساط الأذهان المتعطشة للفهم والمعرفة

عاش ” العقاد” مدافعا عن الكيان وسمات الهوية ممسكا بقلبه وقلمه للدفاع عن اللسان العربي..وتراث اللغة العربية…ومن يريد برهانا فليرجع إلى كتاب”اللغة الشاعرة” ليجد نفسه أمام درة في عقد كفاحه..
وفي حقبة الأربعينيات يجد العقاد طوفان من الأحقاد حاول اهله النيل من الرسالة المحمدية ورجالاتها من الأل والصحب الكرام فيشحذ قلمه لكتابة ” العبقريات” ويثري المكتبة العربية بعبقرية “محمد” (صلعم) ويتبعها ب” عبقرية الصديق” و” عبقرية عمر” و ” عبقرية علي” و ” عبقرية عثمان” رضوان الله عليهم.. كما ويفرد كتبا اخري عن” خالد بن الوليد وعن “بلال داعي السماء” و” ابو الشهداء الحسين بن علي”
ويزين ” العقاد” تلك المجموعة بكتابين مبدعين احدهما عن”الصديقة بنت الصديق” والآخر عن” فاطمة الزهراء والفاطميين” يضاف إلي تلك الكوكبة كتابه الممتع “عبقرية المسيح” الذي ألحقه بالعبقريات علي إعتبار أن الهداية والمصلحين وأصحاب الرسالات المنزلة ركب واحد..

ولم يغفل ابا الأنبياء فقد خرج عنه بكتابه بعنوان” ابراهيم ابو الانبياء”..ومن فتوحات النور االربانية وبهاؤها يقدم تحفة فريدة ممثلة في كتابه ” الله” الذي يعتبر بحق أعمق دراسة تتابع العقيدة الالهية وتطورها عبر العصور…
ليقدم لنا بعده كتابه “ابليس” رمز الشر المطلق وتريد الفردوس..والعجيب اننا في هذا الكم الضخم والفخم يقدم العبقري ” العقاد” كتبا أقل جدية ولهذا لم نستنكف أن يتحفنا بكتابه ” جحا..الضاحك..الباكي ” ثم نجد له كتابا جميلا عن
“ابو نواس..الحسن بن هانئ” مفلسفا له حياته الماجنة مبرزا لنواحي لم يتطرق لها باحث…
ثم يقدم كتابه عن شاعر العشق والهوى” جميل بثينة”…

ومن لطائف الأمور أن يكتب عن نفسه علامات مضيئة عن مسيرته نجدها في كتبه” انا” و “حياة قلم” و” بين الكتب والناس” و “في بيتي” و “عالم السدود والقيود”،

إضافة إلى ذلك دواوينه كشاعر والتي ظلمته نجوميته كمفكر ومن دواوينه ” أعاصير مغرب” و” وحي الاربعين” و” هدية الكروان “
ويعود بنا المطاف الي ما قدمه العقاد للمكتبة الأسلامية فقد قدم عبقري العباقرة ” الأنسان في القرآن “و” التفكير فريضة اسلامية” و” الفلسفة القرآن “و ” المرأة في القرآن “….
ولم يمنعه تأليف كل تلك التصانيف من مشاركاته بمقالات كان ينثرها كالرياحين في العديد من الصحف والمجلات…

كما وإهتم ” العقاد” بالترجمة خاصة وأنه كان يتقن الإنجليزية كأهلها..مترجما لكثير من فنون الأدب مثل :
” الوان من القصة بالأدب الامريكى” وفيه مختارات اختارها
” العقاد” لعشرة كتاب أمريكيين من القرن التاسع عشر والعشرين….
واختار في للقصة القصيرة لعشرة كتاب آخرين..وكانت ترجمته تشمل تعريف مختصر لكل أديب…
في نهاية المطاف لابد وان نذكر أن “عقادنا” لم يسعى لمجد شخصي فكل هدفه كان أن يقدم للبشرية معارفا هامة… ممهدا الطريق لمن يسير فيه..مترفعا بذاته وليس أدل على ذلك من انه لم يتسلم الجائزة التقديرية في الحقبة الناصرية….ولم يتقدم كذلك لنيل الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة…

وفي نظرة سريعة نمر علي” العقاد” الفيلسوف في لمحات هو قائلها:

* نحن نقرأ لنبتعد عن الجهل…. لا لنصل ال نقطة العلم…!

* اقول: أحسن الظن بالناس كأنهم كلهم خير….واعتمد على نفسك كأنه لا خير في الناس…!!

* اذا كانت المرأة الجميلة جوهرة فالمرأة الفاضلة كنز…..!!!

* في من حولك من يحفرون عيبك على النحاس….ويكتبون فضائلك على الماء…!!

* فشت الجهالة وإستعاض المفكر..فالحق يهمس والضلالة تجهر…
والصدق يسري في الظلام ملثما..ويسير في الصبح الرياء فيسفر…

* عجز القلب عن إحتواء الصدق….كعجز اللسان عن قول الحق..!!

رحم الله العقاد رحمة واسعة بما كتب وقدم..ساعيا لأنارة عقولنا.وفتح أعيننا.. علنا نتبع الحق ونعطي كل ذي حق حقه….
ولنترحم على من ترك لنا تراثا نعتز به…والا ننسى ذكرى وفاته السنوية التي تحل علينا فى الثالث عشر من مارس من كل عام رحم الله ” العقاد” لأننا حتي لو نسيناه في طلبنا ورجاءنا له بالرحمة…فما قدمه من علم يشفع له عند ربه !!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.