سوء أدب

سوء أدب

كتب: محمد غريب درويش

ظهرت في الفترة الأخيرة بعض مظاهر سوء الأدب بشكل مفرط بين أفراد مجتمعنا الذي كان فيما سبق يعرف بالأدب وفنونه منذ عصر الأسرات في مصر القديمة؛ قد لا استطيع أن احصيها في هذا المقال المقتضب،

ولكن استوقفني مشهد من تلك المظاهر التي أقل ما يقال عنها “سوء أدب”، إلا وهو واقف بعض الشباب صغيرى السن والعقل معا، على حافة أحد الشوارع الرئيسية ويحملون بين أيديهم مجموعة من الصواريخ التي تملئ شوارعنا صراخا وعويلا، يقفون على مفترق الشوارع ويقذفون تلك الصواريخ ليس على المارة وإنما على السيارات التي لا تكاد تتحرك من فرط الزحمة والتكدس،

ورأيت أحد تلك اللعنات يقذف في الهواء كأنه مكوك فضائي يخترق أبواب السماء ليستقر بعد برهة في داخل سيارة أحدهم، والذي كان جل تركيزه في الطريق المزدحم بالبشر وأشباه البشر، ليتفاجأ بزوجة تصرخ بصوت يشبه من رأى أشباح الماضي تسن أسنانها لتنال منها، وإذا به ينتفض كالملدوغ وليفعل أشياء لا إرادية ليحل الموقف …..
الحمد لله لم يصب أحد بإذي، ولك

ن إذا ما أصيب أحدهم أو حدثت له عاهة من المسؤول حينها؟؟
غابت المدرسة وغابت معها القيم.
إنحرف الفن نحو كل ما هو تافه.
وتفككت عروة الأسرة شتاتا بين ضغوطات الحياة.
ليسود بينا سوء الأدب.