رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي :ترامب يحذر إيران بعد إعلانها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم
كتب /أيمن بحر
دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إيران الى توخى الحذر بعد إعلانها صباح الأحد زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم عن النسبة المحددة طبقا للإتفاق النووى مع القوى الكبرى عام 2015.
وقال ترامب فى أحدث تصريحاته إن “ايران تفعل الكثير من الأشياء السيئة”، مشيراً الى أن الطريقة التى تعمل بها إيران توحى بسعيها لإمتلاك سلاح نووى ، لكنها “لن تمتلكه أبداً”.
وكان وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو قد سبق ترامب فى التنديد بالموقف الإيرانى قائلاً إن طهران ستواجه مزيداً من العقوبات والعزلة.
وأثار إعلان إيران عزمها رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إدانات دولية واسعة، وبشكل خاص من القوى الأوروبية الموقعة على الإتفاق.
ودعت بريطانيا الى الغاء القرار الإيرانى برفع نسبة التخصيب فوراً، وإتهمت فرنسا إيران بخرق الإتفاق الموقع معها.
وحض الإتحاد الأوروبى إيران بشدة على وقف الأعمال التى تخالف الإتفاق النووى الموقع معها، وقال إنه على تواصل مع الأطراف الأخرى الموقعة على الإتفاق، وقد يؤسس لجنة مشتركة لبحث القضية.
وجاء فى بيان صادر عن فيديريكا موغيرينى، مسئولة السياسة الخارجية فى الإتحاد الأوروبى “نشعر بقلق شديد حيال إعلان إيران بأنها ستبدأ عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق الحد المنصوص عليه عند 3.67 % ، ونحض إيران بشدة على وقف والغاء كل النشاطات التى لا تتوافق مع التزاماتها” .
وفى فرنسا إستنكر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ما وصفه بـ “إنتهاك إيران لإلتزاماتها النووية” .
وجاء إعلان الرئيس الفرنسى بعد يوم واحد من محادثة مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى عبر فيها عن ” قلقة الشديد” من العواقب التى ستنجم عن التخلى عن الإتفاق النووى لعام 2015.
وحثت الخارجية الفرنسية إيران على تعدم تخصيب اليورانيوم الى مستويات تتجاوز النسبة المنصوص عليها فى الإتفاق النووى لعام 2015.
وقالت فى بيان “تحث إيران بشدة على وقف نشاطاتها التى لا تتوافق مع التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة”.
وقال متحدث بإسم وزارة الخارجية البريطانية إنه على الرغم من أن إيران قد خرقت الآن شروط الإتفاق النووى، الا أن المملكة المتحدة “ملتزمة بالكامل” به، وتحض طهران بشدة على وقف أنشطتها تلك، كما إنها تنسق مع الأطراف الأخرى الموقعة على الإتفاق بشأن ما يجب فعله.
وقالت المانيا إنها “قلقة للغاية” وحثت إيران على عدم اتخاذ أى خطوات أخرى تعرض الإتفاق للخطر.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، الخطوة الإيرانية بأنها “خطيرة جداً جداً”، داعياً الدول الأوروبية الى فرض عقوبات على إيران بسبب رفع مستوى تخصيب اليورانيوم، وقال نتنياهو، فى تصريح ببداية إجتماع مجلس الوزراء: “لقد خرقت إيران التزامها أمام الأمم المتحدة بعدم تخصيب اليورانيوم فوق نسبة معينة”، وأضاف: أدعو أصدقائى قادة فرنسا وبريطانيا والمانيا، وأقول لهم وقعتم على هذا الإتفاق، وقلتم إذا خطت إيران هذه الخطوة، ستفرض عليها عقوبات صارمة، كان ذلك قرار مجلس الأمن، أين أنتم؟”.
وكان طهران أعلنت أنها ستتجاوز، فى تخصيب اليورانيوم، الحد المنصوص عليه فى الإتفاق النووى، الذى وقعته مع الدول العظمى عام 2015.
تقول إيران إن اليورانيوم المخصب سيُستعمل فى إنتاج الوقود للمفاعل النووى في بوشهر.
وأكد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أن بلاده لن تتراجع عن هذه الخطوة ما لم “تف الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووى بالتزاماتها تجاه إيران”.
وقال المتحدث بإسم الحكومة على ربيعى، فى مؤتمر صحفى مع نائب وزير الخارجية عباس عراقجى: سنبدأ اليوم رسمياً بتجاوز مستوى 3.67 بالمائة فى تخصيب اليورانيوم، وقال عراقجى “إن أوروبا قد فشلت فى أن تبرّ بالتزاماتها وهى أيضاً تتحمل جزءاً من المسئولية”، مضيفاً “أن الأبواب مفتوحة للدبلوماسية، ولكن الحاجة الآن هى الى مبادرات جديدة”.
وقال وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، إن بلاده “بدأت الجولة الثانية من الإجراءات التعويضية” بموجب الفقرة 36 من خطة العمل المشتركة، وكتب على حسابه بموقع تويتر: “نحتفط بحقنا فى إتخاذ إجراءات تعويضية وفق خطة العمل المشتركة لحماية مصالحنا فى مواجهة الإرهاب الإقتصادى الأمريكى، ولا يمكن التراجع عن هذه الخطوات الا بالتزام الدول الأوروبية الثلاث” .
وقد إنسحبت الولايات المتحدة من الإتفاق عام 2018، وأعادت فرض العقوبات الإقتصادية على إيران.
قالت إيران إنها ستبدأ رسميا بتجاوز مستوى 3.67 بالمائة في تخصيب اليورانيوم، وهذا آخر خرق للإتفاق تعلنه إيران منذ إنسحاب الولايات المتحدة منه، فقد إستأنفت فى مايو/ آيار تخصيب اليورانيوم، الذى يمكن إستعماله فى إنتاج الوقود للمفاعلات النووية، ولكن يمكن إستعماله أيضاً لصناعة أسلحة نووية.
وقد تجاوز مخزون إيران من اليورانيوم المخصب الحد المنصوص عليه فى الإتفاق النووى.
فى الذكرى السنوية الأولى لإنسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق النووى، أمهلت إيران الدول الموقعة على الإتفاق، وهى فرنسا والصين والمانيا وروسيا وبريطانيا الى جانب الإتحاد الأوروبى، لحمايتها من العقوبات الأمريكية.
وفى مؤتمر صحفى بعد إنتهاء المهلة، أعلن عراقجى أن بلاده ستبدأ خلال ساعات تخصيب اليورانيوم بدرجة تركيز أعلى من 3.67 فى المائة بهدف إنتاج الوقود للمفاعل النووى فى بوشهر.
وقال مسئولون إيرانيون، فى وقت سابق، إن التركيز سيكون فى حدود 5 فى المائة، وتتطلب صناعة الأسلحة النووية تخصيب اليورانيوم بدرجة 90 فى المائة أو أكثر.
وقال المتحدث بإسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال وندى، إن تخصيب اليورانيوم ليس للإنتاج الوقود للمفاعل النووى فى إيران الذى يتطلب تخصيباً بنسبة 20 فى المائة.
وأضاف عراقجى أن بلاده ستواصل تخفيض التزامها ببنود الإتفاق النووى لعام 2015 كل 60 يوم، ولكنه قال إن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحا بشرط أن ترفع العقوبات.
وكان الرئيس الإيرانى روحانى طالب الدول الأوروبية بالتحرك من أجل إنقاذ الإتفاق.
