رجل الزمن الجميل
بقلم/محمد أحمد محمود
في خضمِّ أيامٍ ثقال، يعيش رجل الزمن الجميل، مثقلاً بأعباء الحياة وتحدياتها.
في الأفق؛ من بعيد، تلوح علامات الزمن على وجهه، وتروي خطوطها قصص الصبر والشجن.
كان بالأمس شابًا مفعمًا بالأحلام، يترقب المستقبل بشغف.
أما اليوم، فقد تحولت أحلامه إلى ذكريات تئن تحت وطأة واقع لا يرحم.
يتأمل في مرآته، فيرى شبحًا لذاته القديمة.
عيناه، اللتان كانتا تلمعان بالأمل، باتتا تحملان عبء فشل و بعض النجاحات لتجارب خاضها برضى.
تتداعى إليه صور الأيام الخوالي، حيث كان يجلس مع أصدقائه يتبادلون الضحكات، ويخططون لمغامرات لا تنتهي.
لكنه اليوم، مُحاصربالأفكار الثقال.
مُتذكراً كيف كان ينظر إلى السماء، و هو مفعمًا بالثقة، مُتخيلاً نفسه محققًا لكل ما يحلم به.
لكنه اليوم، ومع كل لحظة تمر، يشعر وكأن تلك الأحلام تبتعد عنه، كأن الحياة تبتسم له بخبث. يصارع شعور الفقد، فقدان الفرص.
ومع ذلك، لديه الأمل أن الحياة تتطلب بعضاً من الصبر.
هو يسعى لإيجاد الجمال في اللحظات البسيطة، في وجه جميل يبتسم له، في فنجان قهوة صباحي، أو في ابتسامة غريبة من أحد المارة.
يتلمس خيوط الأمل بينما يكتشف أن لكل تجربة ألمها، ولكنها أيضًا تحمل ذكرى، يضعها في صندوق تذكاراته فرحاً بكل ما خبأ فيه.
أنه ما يزال يحتفظ بالأمل، رغم كل شيء. فالحياة، برغم ثقلها، لا تزال تحمل وعودًا جديدة في طياتها.