رؤية .لكاتبة/أمل أمين الخولي
آية ٢٨ سورة الكهف الجزء الخامس عشر
وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا ﴿٢٨﴾
ولطالما دومًا من فضل الله تعالى أقرأ سورة الكهف كل يوم جمعة كما أنها تقابلني في كل خاتمة، ولكن لم تستوقفني هذه الآية فيها إلا اليوم، وخاصة عند جملة “لا تعد عيناك عنهم” تلعثمت في قراءة كلمة “تعد” رغم سهولتها أكثر من أربع مرات لكي أضبط التشكيل في قراءتي، ثم سألت نفسي ما معنى “لا تعد”؟؟ شعرت وقتها أن تلعثمي فيها كان رسالة وتنبيه لأفهم وأتعلم، فبحثت عن شرحها وأدركت أن الله عز وجل يخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن لا يغفل ولا يرفع ناظره عن هؤلاء المؤمنين الذين يذكرون الله صباحًا ومساءًا ويجاهدون أنفسهم بكل إخلاص، ويقاومون رغباتهم الذاتية وكل ملذات الدنيا طمعًا ورغبة في مرضاة الله وحده .
لقد أراد الحق أن يخبرنا كيف ننتقي الصحبة الطيبة المباركة وهذا المناخ الصحي الذي يعيننا على تجاوز البلاء والمصائب، وتلك الزمرة النقية التي تصدنا عن أهواء النفس، فيقول بعدها عز وجل سبحانه للحبيب المصطفى ناصحًا “ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه،” نعم هكذا يحذرنا وينهانا عن صحبة السوء، أخلاء الشيطان الذين تلهيهم الدنيا وملذاتها عن ذكر الله وعبادته، فالصحبة يا أخواني مثل العدوى، وكما يقولون “الصاحب ساحب” فلا تدع عيناك تغفل عن الطيبين المؤمنين وتمسك بأيدي الصالحين لنسير معًا في اتجاه واحد إلى طريق الله .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ،
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ)