خط احمر بقلم/ الجمعي بنعبدالله
لم يكن لديّ وقت ….لأحضر لكِ قلبي
مرتديا شالهُ الكوفي
مزدانا بلونه الأخضر …..
عدت لتوٌِي من آخر رحلة لأستكشاف الموت ….
الحقيقة أن الموتى هادؤون …..
غير أن المقبرة صاخبة تطلب المزيد ….
صافحت قرمود قبر أحدهم ….
تلوت الفاتحه و انكسرت ….
كان يحدثني عن إبن بارٌ …
و بنت عاق …
حين كان كل شيء حلو المذاق . ..
عن زوجته التي تنام قبله ….
و حين يستيقظ قبلها تنعته
ما بالك أيها الأبله …!!
حدثني عن فجر مشهود …. عن وجع فضيع أصابهُ
بعد أن علم أنه مسافر ….
عن الأرض و لن يعود ..
عدتُ لتويٌ….
كانت المعركة حاسمة بيني و بين الأرض ….
أنا مقاتل منهك
و هي الضحية ؟
أنا لا أقوى على الفرار …
و هي تعيد عرقلتي لأبقى و أغازل بنات الجوار ..
قاومت أكثر من عشرين ربيع . ..
في منحدرات الألم و الأمل الرضيع ….
بفظاظة كنت النمرود…..
ملكت كل شيء إلا ماهو عليّا ….
لم أكن ذا قرارٍ أمام عينيك …..
و تلك روح القضيه ..
كنت سيد نفسي عنيد الرؤى .
أمشي مثقل الكاهل عند الخطى ….
بيدي علم لا أكثر …..
لا أعلم كم أو كيف أو متى …..
سيظل هذا العلم ملطخا
بدمي و لون أخضر ..
لكني أعلم أن هذا الفتى . ….
الذي بصدري سيكبر …
ليصيب عدوان العدو الأنكر …
قد ينتصر أو ينتصر و من ذا الذي دنا من حقه و لم يُنصَر ..
منذ قرنين بدأت حكايتي مع الموت….
جريح بتُّ أواسي جرحا بجراح لا أكثر ….
ذاك الصبي الذي بصدري يدنو من جنازته ……
و فراشتي قد أحرقت نفسها…..
حروف ثكلى الأثر بين الأسطر ….
ستفنى الأرض و تبقى أنت كما أنت أيها الجبان المُستَعمِر ….