تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ بقلم/ رولا طه علي عامر
حَيَاة مِثْلِ هَذِهِ لَا تَسْتَلْقِي فِي الظَّهِيرَةِ تَحْتَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ لِتَسْتَرِيح وَلا تَفَكُّرٍ فِي الْمَسَاءِ كَيْف سَيَمْضِي الْيَوْمِ الْآخِرِ لَيْس لَدَيْهَا فَكَرِة عَمَّا تَفَكَّر أَنْت فِي الْمَاضِي كَانَت تَرَاك مِثْل عَاشِق يَطُوف الْبِلَاد وَيَبْحَث عَنْهَا انتظرتك حَدّ الضَّجَر لَمْ تَأْتِ فتركتك هَائِمٌ عَلَى وَجْهِكَ أُضْحوكَة لِلسَّفَر ثَمَرَة مُحَرَّمَة لَم تَأْكُلْهَا فِرْصَة أَضَاعَت عَلَيْك جَمِيعَ الفُرَص أَصْبَحْت تَرَى خَسَارَتِها فِي جَسَدِك الْمُلْقَى عَلَى أَرِيكَة تَصَلب ظَهْرك أمَام شاشَة التلفاز حَبِيس بِلَاد لَم تغادرها مُنْذ الصِّغَر تَلَوُّم زواجك التَّقْلِيدِيّ مِنْ امْرَأَةٍ لَمْ تَكُنْ تَعْرِفُهَا وَأَوْلَادك اللَّذَيْن كَبروا أَمَامَك فَجْأَةً وكبرتَ مَعَهُم ثُمّ صُوَر الْأَصْدِقَاء مِمَّن اخْتَارُوا الْحَيَاة حِينَمَا أضعتها وَأَنْت أَنْتَ مَا زِلْت تستجدي الأمنيات وترفض مَجِيئِهَا تَغْضَب مِنْ سُرْعَةِ الْأَيَّام فَلَا تُمْلَكُ لَهَا سِوَى الضَّجَر تتذرع بِاللَّوْم موروثك الْوَحِيد تَدِقّ بِه أَبْوَاب السَّعَادَة الْمُغْلَقَة وَالْمَفَاتِيح مَنْسِيِّة فِي جَيْبِ معطفك الَّذِي مَرَّ عَلَيْهِ أَلف شِتَاء وَأَلف سُؤَالٍ لَمْ تَأْتِ لَه بِجَوَاب !