جريدة النجم الوطني
alnigm.com/gif2.gif

الفيلم الأمازيغي ” أطّان ” صرخة عالية تنتصر لحق الفتاة في التعليم والحياة الكريمة

0 180

الفيلم الأمازيغي ” أطّان ” صرخة عالية تنتصر لحق الفتاة في التعليم والحياة الكريمة

بقلم/ عبدالله علي شبلي

” أطّان ” هو فيلم قصير اكتسى الأمازيغية لغة وحُلّة ليوصل للمتلقي معاناة متواصلة ، وكَمداً لا ينتهي لفتيات في عمر الزهور ، اغتصبت سِني طفولتهن قصراً رغماً عنهن ، بل شارك الآباء والأمهات في ذلك أيضاً ، أيدوه ودافعوا عنه إما جهلاً أو عن غير قصد أو كان ذلك ناتجاً عن توارث ثقافة تقليدية خاطئة يغذيها سوء فهم تعاليم دينية.

هذا الفيلم القصير من إخراج الأستاذ الصديق اكومار وسيناريو سعيد اوبحمان ،و تلعب دور البطولة فيه التلميذةوصال الصبر والتي تؤدي دور ” دِهية ” تلك الفتاة المجدة التي كانت تحمل أحلاماً كبيرة بغدٍ أكبر وأخضر ، لكن الحُلم تم وأده ودفنه ،كما كان المجتمع يدفن إناثه قبل هذا العهد . غير أن الرسالة التي تحملها كل أنثى لكل أبٍ أو أمٍ أو مربٍ مسؤول لا يجب أن تموت ،وهنا في هذا الفيلم امتدادها وحيواتها المتجددة.

اغتصبت طفولة ” دِهية ” مبكراً ، تم تزويجها قصراً ،صارت بعد ذلك حُبلى وولدت في غير سن الولادة. لتجد نفسها في عالم الكبار مُجبرة مكرهة أُريد لها أن تَكبر على هواهم ، فشَكلوها على غير ما تهواه .

يدق الفيلم ناقوس الخطر لايقاظ الضمائر النائمة ،ويُنبه أهل الهمم والمختصين لمعاناة الفتيات عامة ، وفي العالم القروي خاصة ،من تداعيات الزواج المبكر، وتأثيراته الممتدة على الأوضاع النفسية والاجتماعية لفئات عريضة من الأسر في المجتمع المغربي.
أضف إلى ذلك حرمان العديد من الفتيات من التمتع بالحياة الحرة الكريمة، وممارسة حقهن في التعليم والتمدرس . مما يؤدي إلى إفشال الإقلاع الإجتماعي والثقافي ،و يُسبب التطبيع مع سيادة الهدر المدرسي في صفوف الفتيات . الأمر الذي يُعرقل ويهدم كل المجهودات التي تبذلها الدولة ومنظمات المجتمع المدني من أجل تكريس المساواة بين الجنسين في مجال التعليم، ويعيق تحقيق تكافؤ الفرص داخل المجتمع المغربي للدفع بعجلة التنمية والقضاء على التخلف.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.