الطفل اللحوح كثير المطالب
اعداد:حنان الشيمي
الطفل اللحوح كثير المطالب
الطفل اللحوح كثير المطالب الذي يريد أن تتحقق كل الأشياء وفق هواه وهو يريد كل شيء الآن وحالا! إن هذا الصغير المدلل يملك بحق القدرة على إنهاكك وهو لا يصعب الأمر على أهله فقط وإنما أيضًا على نمو شخصيته ذلك أن الطفل اللحوح يفكر ويتصرف وفق رغباته ومشاعره وتطلعاته، ولا يدري شيئًا عن وجهة نظر الطرف الآخر بل إنه يكف عن التفكير في مشاعر الآخرين.
الأسباب التي تقف وراء هذه المشكلة:
هناك العديد من الأسباب التي تدفع الطفل لأن يكون مُلِحًّا كثير المطالب؛ دائم المقاطعة؛ لا يرى إلا ما يريده وإليك بعضًا من هذه الأسباب:
يرى هذا السلوك أفضل طريقة لتحقيق أهدافه.
الطفل متقلب المزاج لأنك لا تقضي معه وقتًا كافيًا أو تبذل معه طاقة كافية.
تملكه الشعور ﺑﺎلحرمان بسبب ضيق ذات اليد.
قد يكون بحاجة ماسة إلى تنفيذ رغباته بسبب ما يواجهه من فشل وإخفاق في المدرسة.
كيفية مجابهة هذا السلوك:
ضع في اعتبارك أن الأطفال الذين يتصرفون ﺑﻬذه الطريقة لا يكون لهم سوى هدف واحد وهو أن تلبي لهم احتياجاﺗﻬم ومطالبهم، ولكن الخطأ الأكبر هو أن نستسلم لهم، إنه الطريق الأسهل ﺑﺎلطبع ولكننا إن واصلنا ممارسة هذا السلوك؛ فسوف يتحول أبناؤنا إلى أطفال طماعين مفرطين في مطالبهم لا يرون إلا أنفسهم ولا يكترثون إلا بمطالبهم ورغباﺗﻬم؛ ولهذا يجب أن نسعى للتصدي لهذا التوجه لديهم، وإليك بعض الوسائل التي قد تساعدك:
الخطوة الأولى: تعرف على أصل المشكلة.
معرفة الدافع الحقيقي وراء إلحاح طفلك هو الخطوة الأولى في عملية التقويم، تتبع تصرفاته واقترب من طريقة تفكيره.
الخطوة الثانية: اذكر له توقعاتك بشأن السلوك الجديد.
أخبر طفلك بأن سلوكه الأناني المتمثل في أريد هذا وأريده الآن، لن يكون مقبولًا بعد اليوم، أخبره ﺑﺄنه في الوقت الذي يحق له فيه أن يطالب بشيء ما أو يكون بحاجة إلى شيء ما فإن استخدام نبرة الصوت اللحوحة الفظة للتعبير عن المشاعر أمر مرفوض، إن كان بحاجة إلى شيء فعليه أن يطلبه بشكل لطيف ومحترم، غادر المكان ومارس أعمالك الطبيعية إلى أن يعود إليك ويطالب بما يريده بشكل جيد مقبول، وما دام يلح؛ واصل فرارك. ويجب ألا تتراجع عن قرارك، فطفلك بحاجة لأن يدرك أنك تعني ما تقوله، وإلا فإنه لن يغير سلوكه أبدًا.
الخطوة الثالثة: لا تخف من قول لا
الطريق الوحيد الذي سوف يدفع ابنك إلى إدراك أن العالم لا يدور من حوله وأن رغباته لن تقابل دائمًا ﺑﺎلقبول هو أن تضع أنت حدودًا لتوقعاته، قرر الآن ما هي الحدود المقبولة وما هو غير مقبول وبعدها مهما ألح وأﺛﺎر إزعاجك وأساء التصرف؛ لا تسمح له بتخطي الحدود، هذه هي الطريقة المثلى التي سوف تعلمه وتجعله يدرك أن الإلحاح لن يجدي.
الخطوة الرابعة: اطلب منه أن يتعامل ﺑﺄدب
الكثير من الأطفال اكتسبوا صفة الإلحاح لأنهم لا يعرفون طريقًا آخر للتعبير عن احتياجاتهم، وتكون نبرة صوﺗﻬم في هذه الحالة عالية وتميل إلى النواح، علم ابنك نبرة صوتية مقبولة يمكنه أن يستخدمها عند طرح مطالبه، علمه ثم ردد على مسامعه الكلمات المطلوبة ” من فضلك، إذا سمحت، هل يمكنني” واطلب منه تكرار تلك الكلمات لتتأكد من استيعابه لها.
الخطوة الخامسة: أشد ﺑﺈظهار روح التعاطف والحساسية.
التعاطف تلك الفضيلة السحرية التي تضعك في مكان الطرف الآخر
بحيث تدرك مشاعره وأفكاره هي لحسن الحظ ميزة قابلة للاكتساب وهذا يعني أنك يمكن أن تزيد من شعور طفلك ﺑﺎلآخرين واهتمامه ﺑﻬم
مما سيساعد على الحد من مطالبه الكثيرة. إليك بعض الطرق:
تبادل الأدوار. الطفل اللحوح يكون بحاجة لأن يضع نفسه مكان الطرف الآخر ليشعر بالضيق وعدم الراحة.
اكتسب نظرة جديدة. في المرة التالية التي يبادر فيها ابنك بطرح مطالبه؛ اطلب منه أن يتوقف
وأن يفكر في حال المتلقى ومشاعره. مثلا”ضع نفسك مكاني الآن، كيف سيكون شعورك إن تحدثت إليك ﺑﻬذه الطريقة؟ هل ستوافق على مطالبي؟”
كل هذ الخطط ستساعدك على تقويم سلوك طفلك؛ لكن من المهم أيضا أن تُقابل كل خطوة لطفلك في الطريق الصحيح بالتهنئة والإشادة من قبلك.
المصدر: Don’t Give Me That Attitude للكاتبة ميشيل بوربا.