التراشقات المقذوفية في الحياة الزوجية
الدكتور / حسام القاضي
( الشتائم بين الأزواج )
هي ملح الحياة لدى الكثيرين منهم، يشعرون معها بالتنشي والسعادة تماما كمن يتعاطى، فالتعاطي هو متعة نفسية وشعور قوي مسيطر بحد ذاته، لحظات التجلي الذهنية التي تسبق التعاطي والشرب هي المسيطر الرئيسي على الأفكار العقلية لهؤلاء حتى قبل ان يبدؤو بالشم أو الإحتساء، هذه اللحظات التي تمثل جوهر الحديث التي ينبغي أن يهتم به علماء النفس المعرفي والسلوكي، وأيضا أهل الاختصاص في الإرشاد النفسي والتربوي.
( المشكلة هي من طرفين )
الفكر المسيطر على هؤلاء، والنرجسية المسيطرة أيضا على أهل الإختصاص الذين حفظو النظريات التربوية عن ظهر قلب، دون أن يكون هناك إبداع خلاق في توظيف تلك النظريات للوصول إلى أشجان التفكير الذهني الذي هو منطلق الأفعال، وأساس كل الويلات التي يعاني منها سدنة الانفتاح في عصر التطور .
بالعودة ( للتراشقات المقذوفية في الحياة الزوجية )،
ترى أن هناك متعة لا متناهية عند هؤلاء لما يتبادلون الشتائم، يمارسون الديمقراطية من أوسع أبوابها، الزوج يقذف الزوجة بعفتها، والزوجة تشتمه بعرض أمه أو أخته أو حتى بناته ( تخيلو )، أظن أني قلت الديمقراطية من أوسع أبوابها، ليس هذا فحسب بل إنهم أيضا يعلمون أبنائهم ذلك، فترى التراشقات المقذوفية بين الأبناء ، يتشاتمون وينحاقرون وينقلون تلك القذارة إلى الأحياء، فتسمع منهم ما لا يرضي ذوقا ولا يتوافق مع حياء.
(من وجهة نظري أنا ) الأصل أن يكون هناك حدودا لا يمكن تجاوزها بين الأزواج، فالتطاول على الأهالي والأشقاء ممنوع، واللجوء للألفاظ النابية محظور، والشتائم بلا داعي كفر محرم، وتجاوز سقف الزوجة بالسؤال عن وصف لأخت أو صديقة أو زميلة هو من الموبقات.
أعلم أن الواقع لربما تجاوز هذه السطور بآلاف الأميال، لكني أفرغ ضميري بهذه السطور، فنحن لا نروس كلمات فحسب أبدا أبدا، نحن نخط صرخات مصدرها الأعماق، بنكهات علمية وثقافية وفنية وربما سياسية أيضا، ولكم دفع رواس الحروف أثمانا باهظة لما كتبو، منهم من مات وسجن وعذب وابتلي بكل عزيز على قلبه.
لا ينبغي أبدا كسر حاجز الصوت في الأذهان تجاه مبدأ الإحترام، فالأصل أن تغضب وتزمجر الزوجة أن تجاوز الزوج حدوده معها، وكذا الحال بالنسبة إليه، فإن لم يرى الأبناء مبدأ الاحترام بين الآباء فما هو حالهم، وبعيدا عن سفاهة التافهين، ستظل العلاقة الزوجية حجر الأساس المتبن لكل إبداع، يتخارج منها النبهاء في شتى الأبواب، يمتعون العيون ويفرحون القلوب ويسعدونا في كل الأحوال.
وليذهب السفهاء إلى الجحيم …