الأمًَهاتُ نورٌ يمشي على الأرض

الأمًَهاتُ نورٌ يمشي على الأرض ب

قلم:حنان الشيمي

الأمًَهاتُ نورٌ يمشي على الأرض
ومنهن أمي.
أمي يا كل النساء،
و عطر السماء،
و نسمات المساء.
أشتاق خبزك وطعامك وشايك
أشتاق لحديثي معك،
وسماع اسمي بين شفتيك.
أشتاق حضنك وحصنك وأمنك وأمانك.
أشتاق عيونك التي كانت بوصلتي،
ودعاؤك الذي كان نجاتي،
وكلامك الذي كان سراجي.
تذكرت اليوم أمي كثيرا رغم أنه لا نص يسعها ولا كلام يفي حقها فبعض الديون يستحيل علينا سدادها.
فقد كانت أمي سخية اليد كريمة مع الجميع تبذل ما في يديها عن طيب قلب.
أراد والدي مرة أن يسافر بلدته لزيارة جدتي المريضة؛
ولضيق ذات اليد كان يؤجل السفر،
حتى خرجت أمي مرة وعادت بمال كثير لنعلم بعدها أنها باعت قرطها.
حين جددنا أثاث البيت باعت أمي قلادتها الذهبية.
وحين أجرت أختي جراحة ما باعت أساورها.
في زواجنا..
باعت لكل منا بعض مصاغها
لم تطلب من إحدانا أبدا قرشا واحدا.
بل كانت تجزل لنا العطاء وكأنها تملك مفاتيح الدنيا.
تلك عباءة أُهديت لها فأعطتنيها بكل حب.
وذاك طقم أكواب فاخر اشترته فأعجب واحدة منا أهدته لها واشترت لكل منا واحدا.
مفرش السرير هذا رائع يا أمي
خذيه عن طيب خاطر.
قميصك هذا رقيق يا أمي والله ما ينخلع عنك.
ذلك الخف ..هذا الإناء ..تلك الآلة.. وذاك الرداء.
لا شئ تستكثره علينا ولو طلبنا عيونها لبذلتها عن طيب خاطر.
كانت تجري نحو الباب مستبشرة بقدوم بناتها لتقدم لهن ما لذ وطاب رغم ضيق حالها.
رحلت أمي
وقد أسرت لنا حديثا عن قرط لها وخاتما احتفظت بهم؛
لزواج أخي و خوفا من أن يمرض أحدنا.
رحم الله أمي وأمهات المسلمين
وبارك الله في عمر الأمهات ورزقهن الصحة والعافية وطول العمر.
الأمَّهاتُ جميلاتٌ جليلاتٌ حَيثُما كُنَّ وحيثُما حلَلن.
بورك من هن على قَيدِ الحياةِ ورحمات ربي عليهن تحتَ الثَّرى،