أسود ! بقلم/د. خالد سليمان
إذا رأيتَ أنيابَ الليثِ بارزةً فاعلمْ أنَ الليثَ يحتاجُ إلى تقويمِ أسنانْ
فلا تكن لئيماً بخيلاً و كن طيباً وإنسان
وخذه فوراً إلى تركيا أو الى لبنان
لتقويمِ أسنانهِ قبل فواتِ الأوان
فالليث لا يصيدُ بنفسهِ ويقضي أغلب الوقت في تفليةِ القملِ والسيبان
وأنثاه هي التي تتولى الصيدَ والتسوقَ من لحمِ الأبقارِ والغزلان
بعبارةٍ أخرى إنْ لمْ يتروج الليث أكل الهوا ومات ولا شكَ جوعان
لأن المدامَ هي التي تعيلهُ وصاحبنا يشاهد بوجي وطمطم وسنان يا سنان
فرأس مالهِ إذن وسامتهُ وأسنانهُ وابتسامتهُ التي ينبغي أن تكون وضاءةً كالجُمان
لذلك لا بد من تقويمِ أسنانهِ حتى لا يبقى عانساً وتنفرَ منهُ اللبؤات الحسان
وحتى يجدَ بنتَ الحلالِ فيعيشُ مستوراً باطمئنان
كارثة حقيقية أن يولد المرء أسداً في مثل هذا الزمان
حيث عمليات التجميل ليست رخيصةً او بالمجان
فماذا بإمكان الأسد المسكين أن يفعل كي يبدو وسيماً مثل أحمد عز أو خالد سليمان
هل ينحرف ويصبح لصاً يتسلق الأسوار والحيطان
ملقياً بنفسهِ للتهلكةِ ومغامراً بأن يشرّف في اللومان
أم هل يبيع نفسه كي يأكل مجاناً فيرتمي في إحدى حدائق الحيوان
ما هذا الزمان التعيس الذي لا يحس فيه الأسد بالأمان
تباً لي ولكم فما هذا اللغو والهذيان
ومالي أضيع وقتي بالكتابة عن الأسود وأسنانها في زمن الضفادع والسحالي والجرذان!